يمكن اعتبار جهاز الأمن المغربي هو المؤسسة الأقل كلاما والأكثر عملا. كل يوم تكشف عن خبرات وقدرات متفردة ترقى بها إلى مصاف الأدوات الكبرى لضمان الاستقرار وحفظ الأمن.
أخيرا كشف عن عملية متفردة نفذها بهدوء مثل من يطبخ طاجينا مغربيا على الجمر. يتعلق الأمر بحجز كمية كبيرة من الكوكايين المركّز، الذي كان موجها للاستهلاك حيث عند تحويله يكفي مدينة كاملة من التخدير. هذه الضربة غير هينة إذا أخذنا بعين الاعتبار الجهات الواقفة وراءها، التي لها أذرع في كل بلدان العالم. يعني نحن أمام شبكات لها قدرات بارعة على التخفي. والوصول إلى هذه المافيا أو على الأقل ذراعها بالمغرب يعني أن الأمن المغربي له كامل الكفاءة والمؤهلات العالمية في هذا الشأن.
العمليات التي يقوم بها جهاز الأمن المغربي، سواء تعلق الأمر بتوجيه ضربات موجعة لكارتيلات المخدرات الدولية أو القضاء على الخلايا الإرهابية في مهدها أو مكافحة تبييض الأموال ناهيك عن فك ألغاز كثير من الجرائم، يعزز الصورة الجديدة للأمن لدى المواطن المغربي، الذي أصبحت لديه ثقة كبيرة في هذه المؤسسة، وليس من السهل بناء الثقة بين المواطن والأمن خصوصا وأنه هو المكلف بتنفيذ القوانين، وفي بلاد ما زالت الثقافة القانونية متدنية أو متوسطة، فإن هذه الثقة تعتبر إنجازا كبيرا.
لم يعد التقدير الذي يحظى بها جهاز الأمن يقتصر على عامة الناس، الذين لا يفهمون لغة الأرقام وإنما يستوعبون لغة الواقع، وإنما تعدى ذلك إلى الكثير من كبار المثقفين والباحثين، الذين أصبحوا يدركون مدى قوة هذا الجهاز وفعاليته، مما دفع بالكثير منهم إلى الحديث عن تفوق هذه المؤسسة عن باقي القطاعات الحكومية الأخرى، لأن عمله يراه المواطن بعينه في الشارع والزقاق وفي تدني مستوى الجريمة والرعب الذي يشعر به المجرمون اليوم باعتبار أن خلفهم أعين يقظة متربصة بهم الدوائر كل وقت وحين.
هذا الجهاز لا يحتاج اليوم طبعا إلى ناطق رسمي ولا بيانات، على أهميتها، لأن المواطن البسيط الموجود على الهامش لا يهمه أصحاب اللغة المنمقة والكلمات البلاغية المسجوعة، ولكن يهمه من يقف الى جانبه وقت الشدة، وعندما يلتفت يمنة ويسرة يجد عناصر الأمن، رجال الله، يجوبون الأزقة والشوارع تأمينا لحياته.
إذن الجهاز الأمني المغربي، يحظى بثقة المواطن والمثقف كما يعتبر من الأجهزة القوية في العالم اليوم. فما السر في ذلك يا ترى؟
في ظرف وجيز ودقيق بات الأمن المغربي من أعتى الأذرع الأمنية الضاربة في العالم، على مستويات متعددة، حيث لا يمكن إغفال المغرب في محاربة الإرهاب، الذي برع فيه بشكل كبير، وطور أداءه إلى درجة أصبحت خبرته مطلوبة عالميا.
أي جهاز ناجح وراءه نظام عمل متفوق ووراءه موارد بشرية كفأة ونزيهة، وهذا ما يتميز به الأمن المغربي، الذي تقوده عقول نيرة وأيدي نظيفة، استطاعت الصعود به إلى مصاف الأجهزة الكبرى.